Header Ads

آخر الأخبار

بائعة الورد والقاضية.. عندما يترجم القضاء لغة الانسانية الى واقع




صدى المواطن - احمد شريف

وقفت بائعة الورد الى جانب شقيقتها امام القاضية في قصر العدل وقالت لها بثقة: انا مظلومة ولم ارتكب ذنبا فقد كنت ابيع الورد في الشوارع لتوفير قوت يومي لي ولطفلي وشقيقتي.

هذا المشهد ليس من المسلسل التركي الشهير بائعة الورد ولا من فيلم مصري او سيناريو لفيلم اردني سيرى النور قريبا , لكنه مشهد من واقعنا الأليم, فهذه الفتاة التي عرفت عن نفسها ب(ر.ر) تبلغ من العمر 22 سنة وسبق وان تم القاء القبض عليها بتهمة التسول وهو ما باحت به للقاضية حيث قالت : اعترف انني امتهنت التسول في فترة زمنية سابقة, وتم القبض علي من طرف التنمية الاجتماعية, وعندما شرحت لهم حالتي ومبرات لجوئي الى التسول نصحوني بالعمل على بيع أي شيء مسموح به في الشوارع حتى لا يتم القبض علي مجددا.

وتابعت : بالفعل نفذت نصيحتهم وقمت باقناع احد الأقارب بتسليفي مبلغا من المال لشراء الورد وبيعه في الشوارع والحمد لله تحسن الحال ووجدت مهنة شريفة طلبت من شقيقتي ان تساعدني, لكن للأسف فان موظفي التنمية الاجتماعية القوا القبض علي مجددا وهذه المرة بتهمة مضايقة المارة من خلال بيع الورد علما انني لا اجبر أحدا على الشراء.

الى هنا انتهت افادة بائعة الورد فماذا كانت ردة فعل القاضية؟ حقيقة كانت ردة فعلها مفاجأة للمتهمة ولشقيقتها ولكل الحاضرين في الجلسة, فقد قالت القاضية بالحرف الواحد لها : اذهبي وبيعي الورد في شوارع المملكة وانا ابارك عملك وليس هناك ما تخجلين منه , وفي كل مرة يتم القبض عليك بهذه التهمة سأطلق سراحك لأنك امرأة مكافحة.

ابتسامة عريضة وكلمات غير مفهومة خرجت من فيه بائعة الورد لكنها كانت ابتسامة الرضا والسعادة بهذا الحكم من القاضية التي عملت بروح القانون وليس بنصه لتنال اعجاب كل الحاضرين في الجلسة.

ليست هناك تعليقات